فصل: تفسير الآيات (1- 8):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآيات (12- 21):

{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}
{إنّ علينا لَلْهُدَى} فيه وجهان:
أحدهما: أن نبيّن سبل الهدى والضلالة قاله يحيى بن سلام.
الثاني: بيان الحلال والحرام، قاله قتادة.
ويحتمل ثالثاً: علينا ثواب هداه الذي هدينا.
{وإنَّ لنا لَلآخِرةَ والأُولى} فيه وجهان:
أحدهما: ثواب الدنيا والآخرة، قاله الكلبي والفراء.
الثاني: ملك الدنيا وملك الآخرة، قاله مقاتل.
ويحتمل ثالثاً: الله المُجازي في الدنيا والآخرة.
{فأنذَرْتُكم ناراً تَلَظَّى} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه تتغيظ، قاله الكلبي.
الثاني: تشتعل، قاله مقاتل.
الثالث: تتوهج، قاله مجاهد، وأنشد لعلّي رضي الله عنه:
كأن الملح خالطه إذا ما ** تلظّى كالعقيقة في الظلال

{لا يَصلاها إلا الأشْقَى} أي الشقّي.
{والذي كذّب وتولّى} فيه وجهان:
أحدهما: كذّب بكتاب الله وتولّى عن طاعة الله، قاله قتادة.
الثاني: كذّب الرسولَ وتولّى عن طاعته.
{وما لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمةٍ تُجْزَى * إلا ابتغاءَ وجهِ ربِّه الأَعْلَى} فيه وجهان:
أحدهما: وما لأحد عند الله تعالى من نعمة يجازيه بها إلا أن يفعلها ابتغاء وجه ربه فيستحق عليها الجزاء والثواب، قاله قتادة.
الثاني: وما لبلال عند أبي بكر حين اشتراه فأعتقه من الرق وخلّصه من العذاب نعمةٌ سلفت جازاه عليها بذلك إلا ابتغاء وجه ربه وعتقه، قاله ابن عباس وابن مسعود {ولَسوفَ يَرْضَى} يحتمل وجهين:
أحدهما: يرضى بما أعطيه لسعته.
الثاني: يرضى بما أعطيه لقناعته، لأن من قنع بغير عطاء كان أطوع لله.

.سورة الضحى:

.تفسير الآيات (1- 11):

{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
قوله تعالى: {والضُّحَى} هو قَسَمٌ، وفيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه أول ساعة من النهار إذا ترحلت الشمس، قاله السدي.
الثاني: أنه صدر النهار، قاله قتادة.
الثالث: هو طلوع الشمس، قاله قطرب.
الرابع: هو ضوء النهار في اليوم كله، مأخوذ من قولهم ضحى فلان الشمس، إذا ظهر لها، قاله مجاهد، والاشتقاق لعلي بن عيسى.
{والليلِ إذا سَجى} وهو قَسَم ثان، وفيه خمسة تأويلات:
أحدها: إذا أقبل، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: إذا أظلم، قاله ابن عباس.
الثالث: إذا استوى، قاله مجاهد.
الرابع: إذا ذهب، قاله ابن حنطلة عن ابن عباس.
الخامس: إذا سكن الخلق فيه، قاله عكرمة وعطاء وابن زيد، مأخوذ من قولهم سجى البحر إذا سكن، وقال الراجز:
يا حبذا القمراءُ والليلِ الساج ** وطُرُقٌ مِثْلُ ملاءِ النسّاج

{ما ودَّعَكَ ربُّكَ وما قَلَى} اختلف في سبب نزولها، فروى الأسود بن قيس عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُمي بحجر في إصبعه فدميت، فقال:
هل أنت إلاّ أصبعٌ دَميتِ ** وفي سبيل اللَّه ما لَقِيتِ

قال فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم، فقالت له امرأة يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنزل عليه: {ما ودعك ربك وما قلى}. وروى هشام عن عروة عن أبيه قال: أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجزع لذلك جزعاً شديداً، قالت عائشة: فقال كفار قريش: إنا نرى ربك قد قلاك، مما رأوا من جزعه، فنزلت: {ما ودعك ربك وما قلى}، وروى ابن جريج أن جبريل لبث عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشرة ليلة فقال المشركون: لقد ودع محمداً ربُّه، فنزلت: {ما ودعك ربك وما قلى}.
وفي {وَدَّعَك} قراءتان:
أحدهما: قراءة الجمهور ودّعك، بالتشديد، ومعناها: ما انقطع الوحي عنك توديعاً لك.
والثانية: بالتخفيف، ومعناها: ما تركك إعراضاً عنك.
{وما قلى} أي ما أبغضك، قال الأخطل:
المهْديات لمن هوين نسيئةً ** والمحْسِنات لمن قَلَيْنَ مقيلاً

{ولَلآخرةُ خير لك مِنَ الأُولى} روى ابن عباس قال: عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده، فسُرّ بذلك، فأنزل الله تعالى: {وللآخرة خير لك من الأُولى} الآية.
وفي قوله {وللآخرة خير لك من الأولى} وجهان:
أحدهما: وللآخرة خير لك مما أعجبك في الدنيا، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أن مآلك في مرجعك إلى الله تعالى أعظم مما أعطاك من كرامة الدنيا، قاله ابن شجرة.
{ولسوف يُعْطيك ربُّك فَتَرْضَى} يحتمل وجهين:
أحدهما: يعطيك من النصر في الدنيا، وما يرضيك من إظهار الدين.
الثاني: يعطيك المنزلة في الآخرة، وما يرضيك من الكرامة.
{ألمْ يَجِدْك يتيماً فآوَى} واليتيم بموت الأب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أبويه وهو صغير، فكفله جده عبد المطلب، ثم مات فكفله عمه أبو طالب، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد يتم الأبوة بموت من فقده من أبويه، فعلى هذا في قوله تعالى «فآوى» وجهان:
أحدهما: أي جعل لك مأوى لتربيتك، وقيمّاً يحنو عليك ويكفلك وهو أبو طالب بعد موت عبد الله وعبد المطلب، قاله مقاتل.
الثاني: أي جعل لك مأوى نفسك، وأغناك عن كفالة أبي طالب، قاله الكلبي.
والوجه الثاني: أنه أراد باليتيم الذي لا مثيل له ولا نظير، من قولهم درة يتيمة، إذا لم يكن لها مثيل، فعلى هذا في قوله {فآوى} وجهان:
أحدهما: فآواك إلى نفسه واختصك برسالته.
الثاني: أن جعلك مأوى الأيتام بعد أن كنت يتيماً، وكفيل الأنام بعد أن كنت مكفولاً، تذكيراً بنعمه عليه، وهو محتمل.
{وَوَجَدَكَ ضالاًّ فَهَدَى} فيه تسعة تأويلات:
أحدها: وجدك لا تعرف الحق فهداك إليه، قاله ابن عيسى.
الثاني: ووجدك ضالاً عن النبوة فهداك إليها، قاله الطبري.
الثالث: ووجد قومك في ضلال فهداك إلى إرشادهم، وهذا معنى قول السدي.
الرابع: ووجدك ضالاً عن الهجرة فهداك إليها.
الخامس: ووجدك ناسياً فأذكرك، كما قال تعالى: {أن تَضِل إحداهما}.
السادس: ووجدك طالباً القبلة فهداك إليها، ويكون الضلال بمعنى الطلب، لأن الضال طالب.
السابع: ووجدك متحيراً في بيان من نزل عليك فهداك إليه، فيكون الضلال بمعنى التحير، لأن الضال متحير.
الثامن: ووجدك ضائعاً في قومك فهداك إليه، ويكون الضلال بمعنى الضياع، لأن الضال ضائع.
التاسع: ووجدك محباً للهداية فهداك إليها، ويكون الضلال بمعنى المحبة، ومنه قوله تعالى: {قالوا تاللَّه إنك لفي ضلالك القديم} أي في محبتك، قال الشاعر:
هذا الضلال أشاب مِنّي المفرقا ** والعارِضَيْن ولم أكنْ مُتْحقّقاً

عَجَباً لَعِزّةَ في اختيارِ قطيعتي ** بعد الضّلالِ فحبْلُها قد أخْلقاً

وقرأ الحسن: ووجدَك ضالٌّ فهُدِي، أي وجَدَك الضالُّ فاهتدى بك، {ووجَدَك عائلاً فأَغْنَى} فيه أربعة أوجه:
أحدها: وجدك ذا عيال فكفاك، قاله الأخفش، ومنه قول جرير:
الله أنْزَلَ في الكتابِ فَرِيضةً ** لابن السبيل وللفقير العائلِ

الثاني: فقيراً فيسَّر لك، قاله الفراء، قال الشاعر:
وما يَدْري الفقيرُ متى غناه ** وما يَدْري الغنيُّ متى يَعيِلُ

أي متى يفتقر.
الثالث: أي وجدك فقيراً من الحُجج والبراهين، فأغناك بها.
الرابع: ووجدك العائلُ الفقير فأغناه الله بك، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بصوته الأعلى ثلاث مرات: «يَمُنّ ربي عليّ وهو أهلُ المَنّ»
{فأمّا اليتيمَ فلا تَقْهَرْ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: فلا تحقر، قاله مجاهد.
الثاني: فلا تظلم، رواه سفيان.
الثالث: فلا تستذل، حكاه ابن سلام.
الرابع: فلا تمنعه حقه الذي في يدك، قاله الفراء.
الخامس: ما قاله قتادة: كن لليتيم كالأب الرحيم، وهي في قراءة ابن مسعود: فلا تكْهَر، قاله أبو الحجاج: الكهر الزجر.
روى أبو عمران الجوني عن أبي هريره أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: «إن أردت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطْعِم المسكينَ»
{وأَمّا السائلَ فلا تَنْهَر} في رده إن منعته، ورُدّه برحمة ولين، قاله قتادة.
الثاني: السائل عن الدين فلا تنهره بالغلظة والجفوة، وأجِبْهُ برفق ولين، قاله سفيان.
{وأمّا بِنَعْمِة ربِّكَ فحدِّثْ} في هذه النعمة ثلاثة تأويلات:
أحدها: النبوة، قاله ابن شجرة، ويكون تأويل قوله فحدث أي ادعُ قومك.
الثاني: أنه القرآن، قاله مجاهد، ويكون قوله: فحدث أي فبلّغ أمتك.
الثالث: ما أصاب من خير أو شر، قاله الحسن.
{فحدث} فيه على هذا وجهان:
أحدهما: فحدّث به الثقة من إخوانك، قاله الحسن.
الثاني: فحدِّث به نفسك، وندب إلى ذلك ليكون ذِكرها شكراً.

.سورة الشرح:

.تفسير الآيات (1- 8):

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
قوله تعالى: {أَلمْ نَشْرَحْ لك صَدْرَكَ} وهذا تقرير من الله تعالى لرسول صلى الله عليه وسلم عند انشراح صدره لما حمله من نبوّته.
وفي {نشرح} وجهان:
أحدهما: أي أزال همك منك حتى تخلو لما أُمِرت به.
الثاني: أي نفتح لك صدرك ليتسع لما حملته عنه فلا يضيق، ومنه تشريح اللحم لأنه فتحه لتقديده.
وفيما شرح صدره ثلاثة أقاويل:
أحدها: الإسلام، قاله ابن عباس.
الثاني: بأن ملئ حكمة وعلماً، قاله الحسن.
الثالث: بما منّ عليه من الصبر والاحتمال، قاله عطاء.
ويحتمل رابعاً: بحفظ القرآن وحقوق النبوّة.
{ووَضَعْنا عنك وِزْرَكَ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: وغفرنا لك ذنبك، قاله مجاهد، وقال قتادة: كان للنبي ذنوب أثقلته فغفرها الله تعالى له.
الثاني: وحططنا عنك ثقلك، قاله السدي. وهي في قراءة ابن مسعود، وحللنا عنك وِقرك.
الثالث: وحفظناك قبل النبوة في الأربعين من الأدناس حتى نزل عليك الوحيُ وأنت مطهر من الأدناس.
ويحتمل رابعاً: أي أسقطنا عنك تكليف ما لم تُطِقْه، لأن الأنبياء وإن حملوا من أثقال النبوة على ما يعجز عنه غيرهم من الأمة فقد أعطوا من فضل القوة ما يستعينون به على ثقل النبوة، فصار ما عجز عنه غيرهم ليس بمطاق.
{الذي أنقَضَ ظَهْرَكَ} أي أثقل ظهرك، قاله ابن زيد كما ينقض البعير من الحمل الثقيل حتى يصير نِقْضاً.
وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أثقل ظهره بالذنوب حتى غفرها.
الثاني: أثقل ظهره بالرسالة حتى بلّغها.
الثالث: أثقل ظهره بالنعم حتى شكرها.
{ورَفَعْنا لك ذِكْرَكَ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: ورفعنا لك ذكرك بالنبوة، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: ورفعنا لك ذكرك في الآخرة كما رفعناه في الدنيا.
الثالث: أن تذكر معي إذا ذكرت، روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أتاني جبريل عليه السلام فقال: إن الله تعالى يقول أتدري كيف رفعْت ذكرك؟ فقال: الله أعلم، فقال: إذا ذُكرتُ ذُكِرْتَ» قاله قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب يخطب ولا يتشهد، ولا صاحب صلاة إلا ينادي:
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
{فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً} فيه وجهان:
أحدهما: إن مع اجتهاد الدنيا خير الآخرة.
الثاني: إن مع الشدة رخاء، ومع الصبر سعة، ومع الشقاوة سعادة، ومع الحزونة سهولة.
ويحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: أن مع العسر يسراً عند الله ليفعل منهما ما شاء.
الثاني: إن مع العسر في الدنيا يسراً في الآخرة.
الثالث: إن مع العسر لمن بُلي يسراً لمن صبر واحتسب بما يوفق له من القناعة أو بما يعطى من السعة.
قال ابن مسعود: والذي نفسي بيده لو كان العسر في حَجَرٍ لطلبه اليسر حتى يدخل عليه «ولن يغلب عسْرٌ يُسْرَين».
وإنما كان العسر في الموضعين واحداً، واليسر اثنين، لدخول الألف واللام على العسر وحذفها من اليسر.
وفي تكرار {مع العسر يسرا} وجهان:
أحدهما: ما ذكرنا من إفراد العسر وتثنية اليسر، ليكون أقوى للأمل وأبعث على الصبر، قاله ثعلب.
الثاني: للإطناب والمبالغة، كما قالوا في تكرار الجواب فيقال بلى بلى، لا لا، قاله الفراء وقال الشاعر:
هممتُ بِنْفسيَ بَعْضَ الهُموم ** فأَوْلَى لنفْسِيَ أولى لها.

{فإذا فَرَغتَ فانَصَبْ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: فإذا فرغت من الفرائض فانصب من قيام الليل، قاله ابن مسعود.
الثاني: فإذا فرغت من صلاتك فانصب في دعائك، قاله الضحاك.
الثالث: فإذا فرغت من جهادك عدوك فانصب لعبادة ربك، قاله الحسن وقتادة.
الرابع: فإذا فرغت من أمر دنياك فانصب في عمل آخرتك، قاله مجاهد.
ويحتمل تأويلاً خامساً: فإذا فرغت من إبلاغ الرسالة فانصب لجهاد عدّوك.
{وإلى ربِّكَ فارْغَبْ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: فارغب إليه في دعائك قاله ابن مسعود.
الثاني: في معونتك.
الثالث: في إخلاص نيتك، قاله مجاهد.
ويحتمل رابعاً: فارغب إليه في نصرك على أعدائك.